تيوفيستو "تي جي" دي لارا جوينجونا الثالث، المعروف باسم "تي جي" (ويُنطق اسمه التاغالوغي [giŋˈgɔna])، هو شخصية بارزة في المشهد السياسي الفلبيني، ويُعرف كمحامٍ مرموق وابن نائب الرئيس السابق تيوفيستو "تيتو" جوينجونا الابن. لقد كرس "تي جي" جوينجونا حياته المهنية لخدمة الشعب الفلبيني، تاركًا بصمة واضحة من خلال مساهماته التشريعية وموقفه الثابت ضد الفساد، مما جعله رمزًا للحكم الرشيد والنزاهة.
رحلة سياسية حافلة وإنجازات تشريعية
بدأت مسيرة "تي جي" جوينجونا السياسية كعضو في الكونجرس ممثلاً الدائرة الثانية لمقاطعة بوكيدنون خلال الكونجرس الثالث عشر والرابع عشر، وذلك من عام 2004 إلى عام 2010. ثم انتقل ليصبح عضوًا في مجلس الشيوخ الفلبيني خلال الكونجرس الخامس عشر والسادس عشر، من عام 2010 إلى عام 2016. خلال مسيرته كمشرع، قام "تي جي" جوينجونا بتبني وصياغة ما مجموعه ثلاثة وعشرين (23) قانونًا، والتي تعكس التزامه العميق بتحسين حياة المواطنين الفلبينيين في مختلف القطاعات.
قوانين لتعزيز الرعاية الصحية والاجتماعية
شكلت الرعاية الصحية محورًا أساسيًا في جهود "تي جي" جوينجونا التشريعية، حيث سعى جاهدًا لضمان وصول جميع الفلبينيين إلى خدمات صحية جيدة. ومن أبرز هذه القوانين:
- قانون كبار السن الموسع: هذا القانون الرائد يضمن تغطية جميع المواطنين الفلبينيين المسنين تلقائيًا من قبل شركة التأمين الصحي الفلبينية (PhilHealth). لقد كان هذا الإجراء خطوة مهمة نحو توفير الأمان الصحي لشريحة كبيرة من السكان، مؤكدًا التزام الدولة برعاية كبارها واحترام مساهماتهم.
- قانون الأمراض النادرة: يهدف هذا القانون إلى تحسين وصول المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض نادر أو يشتبه في إصابتهم به إلى رعاية طبية شاملة. إن الأمراض النادرة غالبًا ما تتطلب علاجات متخصصة ومكلفة، وهذا القانون يوفر بارقة أمل للمصابين بها وعائلاتهم.
- قانون خطة القضاء على مرض السل الشامل: يعد السل تحديًا صحيًا عامًا كبيرًا في الفلبين، وهذا القانون يوسع حزم تغطية السل في PhilHealth ليشمل أنواعًا مختلفة من المرضى، بما في ذلك المرضى الجدد، ومرضى الانتكاس، والحالات التي تتطلب علاجًا ممتدًا. كما يوفر القانون خدمات مختبرية وطب السل مجانًا في جميع أنحاء البلاد، مما يساهم بشكل كبير في الجهود الوطنية للقضاء على هذا المرض الفتاك.
تأمين مستقبل المركز الطبي الفلبيني للأطفال (PCMC)
كان لـ "تي جي" جوينجونا دور محوري في تسهيل نقل ملكية الأراضي بين وزارة الصحة وهيئة الإسكان الوطنية الفلبينية، وهو ما سمح لوزارة الصحة بامتلاك قطعة الأرض التي يقف عليها المركز الطبي الفلبيني للأطفال (PCMC) أخيرًا. هذا الإنجاز لا يوفر الأمن التشغيلي لـ PCMC، الذي يُعد أكبر مستشفى عام للأطفال في الفلبين، فحسب، بل يضمن أيضًا استمرارية توفير العلاج الطبي المدعوم لأكثر من 70,000 طفل فلبيني سنويًا، معظمهم من القطاعات المهمشة في المجتمع، مما يؤكد التزام الدولة بمستقبل أطفالها.
تعزيز النزاهة الاقتصادية ومكافحة الفساد
لم تقتصر جهود "تي جي" جوينجونا التشريعية على قطاع الصحة، بل امتدت لتشمل تعزيز النزاهة الاقتصادية ومكافحة الفساد، من خلال قوانين رئيسية مثل:
- قانون المنافسة الفلبيني: يُعتبر هذا القانون الأول من نوعه في الفلبين، وقد أدى إلى إنشاء لجنة المنافسة الفلبينية. يهدف القانون إلى حماية المستهلكين من ارتفاع الأسعار، وتوفير خيارات ومنتجات أفضل، وتمكين الشركات الصغيرة، مما يساهم في خلق بيئة سوقية عادلة وتنافسية.
- قانون مكافحة غسل الأموال (AMLA): قام "تي جي" جوينجونا بالمشاركة في تأليف قانون مكافحة غسل الأموال، الذي عزز صلاحيات مجلس مكافحة غسل الأموال (AMLC) لإجراء تحقيقات من جانب واحد (دون سابق إنذار) في الحسابات المصرفية للأشخاص المشتبه في ارتكابهم أنشطة غير قانونية أو غسل الأموال، وذلك بناءً على أمر من أي محكمة مختصة. وقد تم التأكيد على الأحكام الدستورية لضمان عدم وجود تحقيقات عشوائية أو غير قانونية، مما يحقق التوازن بين مكافحة الجريمة وحماية الحقوق الفردية.
- قانون "سانديجانبايان" (Sandiganbayan Act): يهدف هذا القانون إلى معالجة قضايا الكسب غير المشروع والفساد في الفلبين من خلال زيادة عدد الأقسام في محكمة "سانديجانبايان" الخاصة بمكافحة الفساد، وترشيد إجراءاتها، وتوسيع قدرتها على القضاء على الكسب غير المشروع والفساد في الحكومة بطريقة تضمن تطبيق العدالة بأعلى مستوى من النزاهة والكفاءة.
موقف شجاع ضد قانون الجرائم الإلكترونية
في عام 2012، اتخذ "تي جي" جوينجونا موقفًا جريئًا وفريدًا، حيث كان السناتور الوحيد الذي صوت ضد قانون منع الجرائم الإلكترونية، أو ما عُرف اختصارًا بقانون الجرائم الإلكترونية. وقد وصفت الجماهير هذا القانون بأنه "قانون الأحكام العرفية على الإنترنت" بسبب فقراته الغامضة المتعلقة بالتشهير عبر الإنترنت، والتي اعتبرت قمعية للحق الدستوري للشعب الفلبيني في حرية التعبير. وبعد إقرار القانون، لم يتوانَ "تي جي" جوينجونا عن تقديم التماس أمام المحكمة العليا لإلغاء هذه البنود، واستجابت المحكمة العليا لدعوته، فأصدرت أمرًا تقييديًا مؤقتًا بشأن تنفيذه، قبل أن تحكم نهائيًا في عام 2014 بأن بعض أحكام قانون منع الجرائم الإلكترونية غير دستورية. هذا الموقف الشجاع يؤكد التزام "تي جي" جوينجونا الراسخ بحماية الحريات المدنية والدستورية.
رائد الحكم الرشيد والشفافية
يمتد تأثير "تي جي" جوينجونا إلى ما هو أبعد من أدواره التشريعية، فهو المؤسس المشارك لحركة "كايا ناتين!" (Kaya Natin! Movement)، وهي منظمة غير ربحية وغير حكومية في الفلبين تهدف إلى تعزيز الحكم الرشيد والقيادة الأخلاقية في الحكومة. وقد حظي "تي جي" جوينجونا بتقدير واسع لجهوده في هذا المجال، كما يتضح من إنجازاته كرئيس للجنة مجلس الشيوخ لمساءلة الموظفين العموميين والتحقيقات، المعروفة باسم "اللجنة الزرقاء" (Blue Ribbon Committee).
بصفته رئيسًا لهذه اللجنة، قاد "تي جي" جوينجونا تحقيقات معمقة في العديد من أنشطة الكسب غير المشروع والفساد الكبرى في الحكومة، بهدف المساعدة في صياغة تشريعات فعالة. ومن أبرز هذه التحقيقات:
- الاحتيال في صندوق اليانصيب الخيري الفلبيني (PCSO): تحقيق كشف عن سوء استخدام أموال مخصصة للخدمات الخيرية.
- احتيال طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة الوطنية الفلبينية (PNP): فضيحة تتعلق بعمليات شراء مشبوهة طالت الشرطة.
- احتيال صندوق المساعدة الإنمائية ذي الأولوية (PDAF)، أو ما يعرف بـ "فضيحة براميل لحم الخنزير": تُعد هذه الفضيحة واحدة من أكبر فضائح الفساد في التاريخ الفلبيني الحديث، وقد كشفت عن شبكة واسعة من الفساد في استخدام أموال مخصصة للمشاريع التنموية.
علاوة على ذلك، كان "تي جي" جوينجونا المؤلف والراعي الرئيسي لمشروع قانون حرية المعلومات (FOI). يفرض هذا القانون الكشف عن المعلومات من جميع الوكالات الحكومية فيما يتعلق بالميزانية والمشتريات والمعاملات وغيرها من المعلومات ذات الصلة لأي فرد من الجمهور. لا يسعى هذا المشروع إلى تحقيق قدر أكبر من الشفافية والمساءلة في الحوكمة فحسب، بل يعزز أيضًا مشاركة المواطنين وبناء الدولة، لأنه عندما يتسلح الناس بالمعلومات ذات الصلة، يمكنهم العمل بكفاءة أكبر مع الحكومة وإدخال الإصلاحات اللازمة. إن إرث "تي جي" جوينجونا يعكس التزامًا لا يتزعزع بالعدالة والشفافية وخدمة الصالح العام.
أسئلة شائعة (FAQs)
- من هو تيوفيستو "تي جي" جوينجونا الثالث؟
- تيوفيستو "تي جي" دي لارا جوينجونا الثالث هو محامٍ وسياسي فلبيني بارز، اشتهر بدوره كممثل في الكونجرس وعضو في مجلس الشيوخ. وهو ابن نائب الرئيس الفلبيني السابق تيوفيستو "تيتو" جوينجونا الابن، ويُعرف بإسهاماته التشريعية ومكافحته للفساد.
- ما هي أبرز إنجازاته التشريعية في قطاع الصحة؟
- من أبرز إنجازاته في قطاع الصحة: قانون كبار السن الموسع الذي يضمن تغطية PhilHealth لجميع المسنين، وقانون الأمراض النادرة الذي يحسن الوصول إلى الرعاية الشاملة للمصابين بهذه الأمراض، وقانون خطة القضاء على مرض السل الشامل الذي يوسع حزم PhilHealth ويوفر خدمات مجانية، بالإضافة إلى تأمين استمرارية عمل المركز الطبي الفلبيني للأطفال (PCMC) من خلال نقل ملكية الأراضي.
- ماذا فعل "تي جي" جوينجونا لدعم المنافسة الاقتصادية ومكافحة الفساد؟
- قام بتأليف والمشاركة في تأليف قانون المنافسة الفلبيني الذي أنشأ لجنة المنافسة لحماية المستهلكين وتمكين الشركات الصغيرة. كما ساهم في تعديلات قانون مكافحة غسل الأموال (AMLA) لتعزيز صلاحيات التحقيق، وشارك في تأليف قانون "سانديجانبايان" الذي يهدف إلى معالجة قضايا الكسب غير المشروع والفساد في الحكومة بشكل أكثر كفاءة.
- لماذا عارض "تي جي" جوينجونا قانون الجرائم الإلكترونية؟
- عارض "تي جي" جوينجونا قانون منع الجرائم الإلكترونية بسبب فقراته الغامضة المتعلقة بالتشهير عبر الإنترنت، والتي اعتبرها تقمع الحق الدستوري في حرية التعبير. كان السناتور الوحيد الذي صوت ضده، وقدم التماسًا للمحكمة العليا أدى إلى إعلان بعض أحكامه غير دستورية.
- ما هو دوره في تعزيز الحكم الرشيد والشفافية؟
- هو مؤسس مشارك لحركة "كايا ناتين!" التي تروج للحكم الرشيد. كما ترأس لجنة مجلس الشيوخ لمساءلة الموظفين العموميين والتحقيقات (اللجنة الزرقاء)، حيث قاد تحقيقات في قضايا فساد كبرى مثل فضائح صندوق اليانصيب الخيري الفلبيني (PCSO) و"فضيحة براميل لحم الخنزير" (PDAF). وكان المؤلف والراعي الرئيسي لمشروع قانون حرية المعلومات (FOI) لتعزيز الشفافية والمساءلة الحكومية.
- ما هي حركة "كايا ناتين!"؟
- "كايا ناتين!" (Kaya Natin! Movement) هي منظمة غير ربحية وغير حكومية في الفلبين، شارك "تي جي" جوينجونا في تأسيسها. تهدف هذه الحركة إلى تعزيز الحكم الرشيد والقيادة الأخلاقية في الحكومة، وتشجع على مشاركة المواطنين في بناء أمة قائمة على النزاهة والمساءلة.

English
español
français
português
русский
العربية
简体中文 