اعتقلت شرطة الخيالة الكندية الملكية ووجهت الاتهام إلى رجلين بالتآمر لتعطيل خدمة قطارات في منطقة تورونتو في مؤامرة يُزعم أنها مدعومة من قبل عناصر القاعدة.

تُعد شرطة الخيالة الكندية الملكية (RCMP)، أو كما تُعرف بالفرنسية Gendarmerie royale du Canada (GRC)، هيئة إنفاذ القانون الفيدرالية والوطنية في كندا، وتُعرف غالبًا باسم "الخيالة الملكية" (Mounties). تتميز هذه القوة بتاريخها العريق وزيها الرسمي المميز الذي يُعد جزءًا أساسيًا من الهوية الكندية. وبالرغم من اسمها الذي يوحي بالخيالة، فقد أصبح استخدام الخيول في دورياتها اليومية مقتصرًا على المناسبات الاحتفالية والاستعراضات الرسمية فقط، مما يضفي عليها طابعًا رمزيًا مهيبًا ويعكس تطورها كقوة شرطة حديثة.

أدوار ومسؤوليات متعددة الأوجه

بصفتها خدمة الشرطة الوطنية في كندا، تضطلع شرطة الخيالة الكندية الملكية بمسؤوليات واسعة ومتنوعة تغطي كامل الأراضي الكندية. يتركز دورها الأساسي في إنفاذ القوانين الفيدرالية عبر جميع المقاطعات والأقاليم، مما يضمن سيادة القانون في مجالات تتجاوز الصلاحيات المحلية والإقليمية. ومع ذلك، فإن النظام القانوني الكندي يوزع مسؤوليات إنفاذ القانون بشكل فريد؛ فبينما تُناط بـRCMP مسؤولية الجانب الفيدرالي، تقع مهام الشرطة العامة والنظام بما في ذلك إنفاذ القانون الجنائي وتشريعات المقاطعات المعمول بها، ضمن نطاق مسؤولية المقاطعات والأقاليم دستوريًا. وقد تنشئ المدن الكبرى أقسام الشرطة البلدية الخاصة بها، مما يعكس بنية الشرطة اللامركزية في كندا.

الشرطة التعاقدية: جسور بين المستويات الحكومية

تُقدم شرطة الخيالة الكندية الملكية خدمات الشرطة الإقليمية في ثماني من مقاطعات كندا (جميعها باستثناء أونتاريو وكيبيك)، حيث تعمل بموجب عقود مع حكومات المقاطعات لتوفير خدمات الشرطة في الخطوط الأمامية. هذا يعني أنها تتحمل مسؤولية إنفاذ القانون الجنائي وقوانين المقاطعات في هذه المناطق، تحت إشراف مباشر من حكومات المقاطعات المتعاقدة. بالإضافة إلى ذلك، تمتد خدماتها لتشمل الشرطة المحلية بموجب عقود في الأقاليم الكندية الثلاثة (الأقاليم الشمالية الغربية، نونافوت، ويوكون)، وأكثر من 150 بلدية، وحوالي 600 مجتمع من مجتمعات السكان الأصليين، وثلاثة مطارات دولية حيوية.

تجدر الإشارة إلى أن مقاطعتي أونتاريو وكيبيك، وهما الأكثر اكتظاظًا بالسكان، تحافظان على قوات الشرطة الإقليمية الخاصة بهما: شرطة مقاطعة أونتاريو (OPP) و Sûreté du Québec على التوالي. لذلك، لا توفر شرطة الخيالة الكندية الملكية خدمات الشرطة الإقليمية أو البلدية في هاتين المقاطعتين. ومع ذلك، يتمتع جميع أعضاء شرطة الخيالة الكندية الملكية بسلطة قضائية كضباط سلام في جميع مقاطعات وأقاليم كندا، مما يمنحهم صلاحية التدخل في أي مكان ضمن الحدود الكندية عند الحاجة، خاصة فيما يتعلق بالجرائم الفيدرالية.

تاريخ في الخدمة: مثال نيوفاوندلاند

عندما انضمت نيوفاوندلاند إلى الاتحاد الكندي في عام 1949، تولت شرطة الخيالة الكندية الملكية مسؤوليات الشرطة في المقاطعة، وقامت بدمج قوة "نيوفاوندلاند رينجر" التي كانت تقوم بدوريات في معظم المناطق الريفية. في الوقت نفسه، واصلت شرطة نيوفاوندلاند الملكية (RNC) دورياتها في المناطق الحضرية بالمقاطعة، مما يبرز التفاعل بين القوى المختلفة في مناطق معينة. في الأقاليم الشمالية، تعتبر شرطة الخيالة الكندية الملكية هي قوة الشرطة الإقليمية الوحيدة، مما يؤكد دورها الحيوي في الحفاظ على القانون والنظام في هذه المناطق الشاسعة وذات الكثافة السكانية المنخفضة. وبذلك، فإن سياسات شرطة الخيالة الكندية الملكية تتجلى على المستويات الفيدرالية والإقليمية والبلدية، وفي بعض مناطق كندا، هي قوة الشرطة الوحيدة المتواجدة.

العمليات الفيدرالية: حماية كندا على نطاق واسع

بموجب تفويضها الفيدرالي، تعمل شرطة الخيالة الكندية الملكية في جميع أنحاء كندا، بما في ذلك أونتاريو وكيبيك (وإن كان ذلك على نطاقات أصغر ومحددة هناك). تشمل العمليات الفيدرالية نطاقًا واسعًا من الأنشطة الأمنية، منها:

الشرطة التعاقدية: خدمة المجتمعات المحلية

بموجب عقودها مع المقاطعات والبلديات، توفر شرطة الخيالة الكندية الملكية خدمات الشرطة في الخطوط الأمامية في جميع المناطق خارج أونتاريو وكيبيك التي لا تمتلك قوة شرطة محلية راسخة. تتوزع مفارزها في مناطق متنوعة جغرافيًا وديموغرافيًا، من القرى الصغيرة النائية في أقصى الشمال، إلى محميات الأمم الأولى المعزولة، والبلدات الريفية، وصولًا إلى المدن الكبرى مثل سوري في كولومبيا البريطانية التي يزيد عدد سكانها عن 580,000 نسمة. في هذه المفارز، تقوم وحدات الدعم المتخصصة بالتحقيق في الجرائم المعقدة وتقديم المساعدة لقوات الشرطة البلدية الأصغر حجمًا. تشمل هذه التحقيقات الجرائم الكبرى والقتل، بالإضافة إلى خدمات الطب الشرعي لتحديد الهوية، وتحقيقات الطب الشرعي في حوادث التصادم، واستخدام الكلاب البوليسية المتخصصة، وفرق الاستجابة للطوارئ، والتخلص من المتفجرات، والعمليات السرية. وبذلك، تُسهم شرطة الخيالة الكندية الملكية بفعالية في الحفاظ على السلامة والأمن على مستويات متعددة في جميع أنحاء البلاد.

دعم وطني لإنفاذ القانون

ضمن فرع خدمات الشرطة الوطنية التابع لها، تقدم شرطة الخيالة الكندية الملكية دعمًا حيويًا لجميع قوات الشرطة الأخرى في كندا. يشمل هذا الدعم موارد وتقنيات بالغة الأهمية تُعزز قدرات إنفاذ القانون على مستوى البلاد، مثل:

قضية بارزة: مؤامرة قطار كندا عام 2013

تُعد مؤامرة الإرهاب عبر السكك الحديدية الكندية عام 2013 مثالًا ملموسًا على جهود شرطة الخيالة الكندية الملكية في مكافحة التهديدات الأمنية المعقدة. كانت هذه المؤامرة تستهدف ارتكاب أعمال إرهابية في كندا وضدها، وتحديدًا تعطيل أو تدمير أو حرف القطارات التابعة لخدمة السكك الحديدية الوطنية للركاب في كندا، فيا ريل كندا. كان مسار القطار المستهدف المزعوم هو "مابل ليف" (Maple Leaf)، وهو خدمة قطارات يومية تعمل بين تورونتو ومدينة نيويورك، وتديرها شركتا فيا ريل وأمتراك.

وفقًا لوثائق المحكمة التي تم الكشف عنها، تم تحديد جسر للسكك الحديدية فوق "توينتي مايل كريك" في الأردن، أونتاريو، كهدف محتمل لهذه المؤامرة. في وقت لاحق، اتهم الادعاء شخصين بالتورط في هذه المؤامرة. كان كلا الرجلين مقيمين دائمين في كندا وقت اعتقالهما. ورغم أن الحكومة الكندية سعت لترحيل أحد المتهمين، جاسر، للمرة الثانية بعد إدانته، فقد تم سحب محاولة الترحيل هذه بعد أن سمحت محكمة الاستئناف في أونتاريو بمحاكمة جديدة في أغسطس 2019.

في 20 مارس 2015، وجدت هيئة محلفين في محكمة العدل العليا في أونتاريو أن كلا المتهمين مذنبين في جميع التهم باستثناء واحدة، حيث تم إعفاء هيئة المحلفين من تحديد مدى الذنب على التهمة المتبقية. في 23 سبتمبر 2015، حُكم على المتهمين، الصغيّر وجاسر، بالسجن المؤبد لمجموعة من ستة جرائم تتعلق بالإرهاب.

في أغسطس 2019، أمرت محكمة الاستئناف في أونتاريو بمحاكمة جديدة لكلا الرجلين بسبب قضايا تتعلق باختيار هيئة المحلفين في قضية جاسر. ومع ذلك، ألغت المحكمة العليا لكندا هذا الحكم في 7 أكتوبر 2020، وعلى الرغم من تأكيدها وجود قضايا متعلقة باختيار هيئة المحلفين، فقد رفضت إجراء محاكمة جديدة بحجة أن حقوق المتهمين في محاكمة عادلة لم تتضرر. أعيدت القضية بعد ذلك إلى محكمة الاستئناف للنظر في القضايا المتبقية المتعلقة بإمكانية محاكمة جديدة، مما يعكس التعقيدات القانونية في قضايا الإرهاب.

الأسئلة الشائعة (FAQs)

ما هي شرطة الخيالة الكندية الملكية (RCMP)؟
هي خدمة الشرطة الفيدرالية والوطنية في كندا، ومسؤولة عن إنفاذ القوانين الفيدرالية في جميع أنحاء البلاد. كما تقدم خدمات الشرطة التعاقدية على المستويين الإقليمي والبلدي في معظم المقاطعات والأقاليم الكندية.
لماذا تُعرف باسم "الشرطة الكندية الملكية للخيالة" إذا كانت لا تستخدم الخيول بانتظام؟
اسم "الخيالة" (Mounted) يعكس جذورها التاريخية كقوة شرطة كانت تستخدم الخيول في دورياتها في المناطق النائية. اليوم، يتم استخدام الخيول في المناسبات الاحتفالية والاستعراضات فقط، بينما تعتمد القوة على أساليب وتقنيات الشرطة الحديثة لمهامها اليومية.
ما هو الفرق بين دور شرطة الخيالة الكندية الملكية والشرطة الإقليمية أو البلدية؟
شرطة الخيالة الكندية الملكية مسؤولة في المقام الأول عن إنفاذ القوانين الفيدرالية. أما الشرطة الإقليمية والبلدية فتتولى مسؤولية إنفاذ القانون الجنائي وقوانين المقاطعات والبلديات ضمن ولاياتها القضائية الخاصة. في العديد من المناطق، تعمل شرطة الخيالة الكندية الملكية كقوة شرطة إقليمية أو بلدية بموجب عقود مع الحكومات المحلية والإقليمية.
هل تخدم شرطة الخيالة الكندية الملكية في جميع المقاطعات الكندية؟
نعم، تخدم شرطة الخيالة الكندية الملكية في جميع أنحاء كندا لإنفاذ القوانين الفيدرالية. ومع ذلك، فإنها لا توفر الشرطة الإقليمية أو البلدية في أونتاريو وكيبيك، اللتين لديهما قوات شرطة إقليمية خاصة بهما، لكن أعضائها يتمتعون بسلطة قضائية كضباط سلام في جميع أنحاء البلاد.
ما هي بعض الجرائم الفيدرالية التي تحقق فيها شرطة الخيالة الكندية الملكية؟
تشمل الجرائم الفيدرالية التي تحقق فيها شرطة الخيالة الكندية الملكية الجرائم التجارية، التزوير، الاتجار بالمخدرات، الجريمة المنظمة، مكافحة الإرهاب، والقضايا المتعلقة بسلامة الحدود (بالتعاون مع وكالة خدمات الحدود الكندية).
كيف تدعم شرطة الخيالة الكندية الملكية قوات الشرطة الأخرى في كندا؟
توفر شرطة الخيالة الكندية الملكية دعمًا وطنيًا عبر فرع خدمات الشرطة الوطنية الخاص بها، والذي يشمل موارد مثل مركز معلومات الشرطة الكندية (CPIC)، وخدمة الاستخبارات الجنائية الكندية، وخدمات الطب الشرعي وتحديد الهوية، وبرنامج الأسلحة النارية الكندي، وكلية الشرطة الكندية.